مكتبة التداول

لماذا يعتبر اليورو فرصة للشراء؟

0

سياسة البنك المركزي الاوروبي

في يناير من العام الماضي 2016, اعلن رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي عن برنامج تحفيزي كبير وصل الى مستويات 1.1 تريليون يورو, وذلك بعد ان تراجع اقتصاد دول الاتحاد الاوروبي بشكل كبير, وكانت تعاني منطقة الاتحاد الاوروبي من ارتفاع في معدلات البطالة وانكماش في معدلات التضخم وانخفاض في معدلات النمو الاقتصادي ايضاً.

الاهداق الرئيسية الى الاعلان عن هذا البرنامج التحفيزي الكبير كانت للضغط على معدلات الاقتراض الحقيقة (السندات), ووقف انكماش معدلات التضخم,ودعم معدلات النمو وتوفير وخلق وظائف جديدة للضغط على معدلات البطالة. هذه كانت الاهداف الرئيسية التي وضعها البنك المركزي الاوروبي للبرنامج

هل نجح البرنامج بالفعل؟

بالنظر الى التاريخ وبالمقارنة مع الارقام الاقتصادية الاخيرة, فمعدلات النمو والتضخم ومعدلات البطالة ومعظم الارقام التي تشير الى نشاط الاقتصاد قد اظهرت ارتفاعا وتحسنا واضحا جدا.

فقد ارتفعت معدلات التضخم حاليا الى اعلى مستوى لها منذ اربع سنوات, وذلك على الرغم من ان معدلات التضخم الاساسي لا زالت منخفضة نوعا ما, لكنها اقتربت من مستويات 1.0% لأول مرة لها منذ العام 2013. اما عن معدلات النمو السنوية للاتحاد الاوروبي بشكل كامل فقد وصلت الى مستويات 2.0 في المائة واستقرت عند تلك المستويات. بينما انخفضت معدلات البطالة العامة من مستويات 10.5 في المائة عندما قام البنك المركزي الاوروبي بالاعلان عن برنامج التأشير الكمي لتصل الى مستويات 9.5 في المائة.

باختصار, البرنامج الذي تم الاعلان عنه من البنك المركزي الاوروبي قد حقق الاهداف الموضوعة له. وقد حان الوقت ليتم سحب هذا البرنامج.

ماذا سيحدث بعد اليوم

اعلن البنك المركزي الاوروبي خلال الفترة الماضية بأنه سيقوم بوقف برنامج التيسير الكمي تدريجيا ابتداء من شهر ابريل من العام الجاري. حيث ستنخفض مشتريات السندات الاوروبية بحوالي عشرين مليار يورو لتصل المشتريات الشهرية عند ستين مليار يورو. ومن المتوقع ان يقوم البنك المركزي الاوروبي بتخيف برنامج التيسير الكمي تدريجيا حتى نهاية العام الجاري والذي من المتوقع ان ينتهي فيه البرنامج كما في ديسمبر من العام الجاري. هذا فقط فيما لو استمرت الارقام الاقتصادية من دول الاتحاد الاوروبي بالتحسن بشكل اكبر من التوقعات. لكن كل شيء يتغير فيما لو شهد الاقتصاد الاوروبي اي نوع من التغيير نحو الاسوأ. وقد يكون البنك المركزي جاهزا للتغيير سياسته في اي وقت كان.

توقعات بأن يصل اليورو الى مستوى التعادل

EURUSD CHART

خلال السنوات القليلة الماضية وخصوصا العامين الماضيين, كان هناك حديث كبير عن ان اليورو سينخفض بشكل كبير ويصل الى مستوى التعادل مع الدولار الامريكي. على الرغم من ذلك, لم نشهد هذا الانخفاض ولم يصل اليورو الى مستويات التعادل مع الدولار. بالتأكيد قد انخفض اليورو بأكثر من حوالي 20 في المائة خلال العامين الماضيين. وذلك بعد ان قام البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي بوقف برنامج التيسير الكمي ورفع اسعار الفائدة بينما قام البنك المركزي الاوروبي بالاعلان عن برنامج التيسير الكمي المستمر حاليا. على الرغم من كل ذلك, استقر اليورو مقابل الدولار مقابل معظم العملات العالمية مع نهاية العام. الماضي واستقر امام الدولار عن مستويات 1.04

ومع استمرار حالة استقرار الاقتصاد الاوروبي, واستمرار اعطاء المزيد من الاشارات بأن نشهد عودة الى ارتفاع معدلات التضخم حول العالم بشكل كبير وهو الشيء الذي سيبقي البنك المركزي الاوروبي نحو انهاء برنامج التيسير الكمي الحالي. وفي ظل ذلك سيكون من الخطأ ان نقول ان اليورو قد ينخفض بشكل كبير, وان نقوم بالمراهنة على عكس تحركات وسياسات البنك المركزي الاوروبي.

قد يقول البعض ان المركزي الاوروبي يقوم بطباعة الاموال وسيستمر في نفس النهج حتى نهاية العام الجاري, فلماذا سيرتفع اليورو رغم ذلك؟ هذه الجملة قد تعتبر صحيحة بأن المزيد من الاموال من قبل من البنك المركزي الاوروبي ستضعف العاملة. الا ان البنك المركزي الاوروبي سيقوم بطباعة الاموال بوتيرة اقل مما كانت عليه في السابق. وبالاضافة الى ذلك ايضا, ومع استمرار الاشارات الايجابية لمعدلات التضخم في كل دول الاتحاد الاوروبي, فهذا الشيء الذي قد يؤدي بالبنك المركزي بأن يخفف برامج التيسير الكمي بشكل اسرع مما كان متوقعا. كما انه قد يدفع البنك المركزي بأن يفكر بعمليات رفع لأسعار الفائدة على الودائع وحتى معدلات الفائدة العامة التي وصلت الى مستويات تاريخية متدنية.

من جهة اخرى ايضا, الادارة الاميركية الجديدة ذكرت انها تريد ان تقوم بتصنيع المنتجات الاميركية في الولايات المتحدة الامريكية ودخلها وان تقوم ايضا بتصدير هذه المنتجات الى العالم. ولكي تستطيع القيام بذلك, يجب عليها ان تقوم بالضغط على الدولار وتخفيض قيمة الدولار بشكل كبير لكي تستطيع ان تنافس في السوق العالمية. وعلى اثر ذلك, من غير المتوقع ان نشهد حتى انخفاض اليورو الى مستويات التعادل مع الدولار في أي وقت قريب.

وفي الوقت الحالي افضل ان اكون مشترياً لليورو مع وضع اوامر وقف قريبة وقد تكون دون ادنى مستويات العام الجاري لليورو مقابل الدولار الامريكي

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.