تم الاعلان خلال ساعات الصباح الاولى اليوم عن ارقام الميزان التجاري في الصين والذي اظهر نوعاً ما اشارات متضاربة. على الرغم من ذلك, إلا ان تأثير هذه الارقام على الأسواق يبدوا ضعيف جداً, وذلك يعود الى ان الأسواق اليوم في انتظار الانتخابات الامريكية التي تبدأ اليوم. وعليه, في الغالب ما ستطغى هذه الانتخابات وتطوراتها خلال الساعات المقبلة على أي ارقام اقتصادية منتظرة خلال تداولات اليوم وحتى الاعلان عن النتيجة النهائية.
تعريفات
- الميزان التجاري: هو مؤشر يقيس التغير في قيمة صافي الواردات والصادرات للدولة من بضائع خلال فترة معينة قد تكون شهر او فصل او حتى سنة ايضاً.
- الواردات: الواردات الى الدولة قد تكون بضائع او حتى خدمات تأتي من دول اخرى مجاورة او بعيدة. كلمة واردات تأتي من تسمية الميناء الذي يتم فيه تحميل وتنزيل البضائع من السفن, خصوصاً وان الضائع في الغالب ما يتم شحنها الى الدول الاخرى عبر السفن في البحر اكثر من الطائرات.
- الصادرات: الصادرات هي المواد والبضائع التي تقوم الدولة بإرسالها الى دول اخرى ليتم بيعها هناك ومن الممكن ان تكون ايضاً خدمات في ما لو عرضت للبيع في الدول الاخرى. الصادرات دائماً ما يتم حسابها في الناتج المحلي الاجمالي خصوصاً في ما لو كانت هذه الصادرات مصنعة في الدولة. كما يوجد هناك نوع آخر من الصادرات وهي المبادلة, أي ان الدولة قد تصدر سلعة معينة وتحصل على سلع اخرى من نفس الدولة دون دفع مبالغ معينة.
لماذا هذه الارقام تعتبر مهمة؟
ارتفاع الصادرات يؤدي دائماً الى ارتفاع الطلب على العملة, لأنه عندما تقوم دول اخرى بطلب سلع معينة من دولة اخرى, عليها ان تقوم بشراء البضائع بعملة الدولة المصدرة, وعليه يجب ان تقوم بشراء العملة اولاً ومن ثم شراء البضائع. كما ان الصادرات تؤثر دائماً على الاسعار سواء للبضائع او الخدمات وحتى على المصنعين انفسهم.
ماذا تعني هذه الارقام للبنك المركزي
البنك المركزي الصيني هو المتحكم الاكبر في سوق العملة الصينية, خلال السنوات القليلة الماضية, قرر البنك المركزي بأن يخفض قيمة اليوان الصيني لكي يدعم الاقتصاد والصادرات ايضاً, خسر اليوان الصيني اكثر من 13% من قيمته منذ ان بدأت موجة تخفيض قيمة العملة في العام 2014. منذ ذلك الحين, ارتفع الميزان التجاري بشكل ملحوظ, حيث عاد من مستويات عجز قدره -22.56 مليار دولار ليسجل فائضاً بأكثر من 50 مليار دولار حالياً, وهو ما يعني ان تخفيض قيمة العملة قد اعطى دفعة ايجابية للصادرات (من الناحية النظرية)
على الرغم من تخفيض العملة ايضاً, وارتفاع الفائض في الميزان التجاري, إلا انه وعند النظر الى الارقام بشكل تفصيلي اكثر نلاحظ قصة اخرى تماماً. مع ارقام اليوم, تكون الواردات الصينية قد انخفضت على مدار 23 شهر من 24 شهر سابق لتنخفض منذ بداية العام بواقع 1.4% على مستوى البضائع التي تم شراؤها بالدولار. اما عن الصادرات, فقد انخفضت على مدار 18 شهر من الـ20 شهر الماضيين على الرغم من تخفيض قيمة العملة الصينية, حيث ان اجمالي الانخفاض بالمقارنة مع العام الماضي هو 7.3% في اكتوبر.
ماذا يعني ذلك للاقتصاد العالمي؟
مع ارقام الميزان التجاري الصيني اليوم وعلى الرغم من ارتفاع الفائض فيه بسبب الفارق بين الواردات والصادرات, تعتبر الارقام مخيبة للآمال, وهو ما يعني ان الاقتصاد العالمي بشكل عام لازال بعيد عن مستوى التوسع والنمو بشكل اسرع على عكس ما كانت ترجحه مؤشرات مديري المشتريات في القطاع الصناعي وقطاع الخدمات.
ماذا تعني ارقام اليوم للفدرالي الامريكي؟
على المتداولين الحذر جداً عند هذه النقطة, في ما لو استمر الضعف في الصين بهذا الشكل من جديد وتوسع الضعف الى الاقتصاد العالمي كما حصل خلال العام 2015, فهذا يعني ان البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي في الغالب ما سيعود الى مرحلة الانتظار والترقب ويبقي اسعار الفائدة على ما هي عليه, لكن على الفدرالي الامريكي بنفس الوقت ان يعطي الاسواق اسباب مقنعة ليبقي الاسواق في حالة من الارتياح وهو الشيء الصعب حالياً.
المزيد من تخفيض قيمة اليوان؟
لا يوجد حالياً أي خيار آخر وهو ما نشهده الان, تخفيض اليوان الصيني ادى بالفعل الى حالة من الاستقرار في الاقتصاد الصيني, ارقام الناتج المحلي الاجمالي اظهرت استقراراً على مدار ثلاث فصول للعام الجاري عند مستويات 6.7%. على الرغم من ذلك, وعلى الرغم من الفائض في الميزان التجاري, إلا ان الحكومة تود ان ترى المزيد من الارتفاعات في الصادرات من جديد. كيف؟ في الغالب من خلال تخفيض سعر اليوان الصيني من جديد بشكل اكبر. اليوان الصيني حالياً يتداول عند مستويات 6.77 وهو قرب ادنى مستوى له في 6 سنوات تقريباً. ماذا بعد؟ مستويات 6.80 او حتى 6.85 ليست بعيدة جداً عن المستويات الحالية.
